
منذ أن وُجِدَ الإنسان على وجه الأرض وهو يعمل ويسعى ويكدح. ومنذ بِدء الخليقة الإنسان يحافظ على وجوده ويحصل على قُوتَه وعلى مَسكنه عن طريق العمل. فالعمل هو حياة الأفراد منذ القِدَم. ولكن القيمة التي أُعطيت للعمل تغيَّرت من عصر لآخر، واختلفت هذه القيمة باختلاف نوع العمل.. ففي وقت من الأوقات مَثلاً أُعطيت قيمة كبيرة للعمل العقلي وانخفضت النظرة للعمل اليدوي، وظهرت أعمال ترتبط بوظائف تتميَّز بمركز أدبي ممتاز، ولكن هذا المركز الأدبي تغيَّر أيضاً بتغيُّر العصر والزمان.
- دوافع العمل:
قد يتساءل المرء عن دوافع العمل بالنسبة للفرد. والرَّد على هذا التساؤل هو أنَّ كَسب العَيش يُعتبر الدافع الرئيسي للعمل.
والواقع أنه في الحالات التي يكون فيها العمل هو مَصدر الدَّخل الوحيد، تتضاءل جميع الدوافع الأخرى للعمل.
إضافة لما ذُكِر فإن هنالك دوافع أخرى للعمل وخاصة في عصرنا الحاضر، وقد كان من نتيجة الدراسات والأبحاث التي أُجريت في هذا المجال الوصول إلى عدد كبير من الدوافع الاجتماعية النفسية وهي التي تدفع الإنسان إلى العمل حتى يحقِّق الإشباع المناسب لهذه الدوافع. وفيما يلي عَرض لبعض هذه الدوافع النفسية والاجتماعية:
أ ـ تُعتبر الحاجة للأمن من الحاجات الأساسية للفرد. فكل فَرد يريد أن يَحسّ يشعر بالطمأنينة والأمن، فهو يريد أن يكون آمناً في حياته الحاضرة وفي مستقبله، ويخشى كل ما يُعرِّض مستقبله للخطر.
ب ـ الانتماء يُعتبَر من الحاجات النفسية الاجتماعية للفرد. فكل فرد يُريد أن يشعر بأن له مكانة في الجَماعة التي يعيش فيها.
ج ـ تحقيق الذَّات :
ويُعتبر تحقيق الذَّات من الحاجات الأساسية التي يسعى الإنسان إلى إشباعها، وسبيله إلى ذلك العمل.
د ـ التقدم والنجاح:
ومن دوافع العمل أيضاً إشباع حاجة الفرد للتقدم والنجاح. فَعَن طريق العمل يحسّ الفرد بمدى تقدمه عندما يتدرَّج في مختلف الأعمال والوظائف.
خَلْق وتنمية الدوافع في مجال العمل والإنتاج:
لقد كَثُرَ الحديث في السنوات الأخيرة عن الإنتاج وضرورة زيادته وتدعيمه. وزيادة الإنتاج تتطلَّب عناية خاصة بعناصر الإنتاج وتوجيه هذه العناصر للحصول على أفضل النتائج المُمكِنة. فَبِغَير اهتمام وفَهم لطبيعة هذا العنصر البشري لا يمكن أن يصل أي مشروع إلى أهدافه.
الارتفاع بمستوى الدَّافِع:
ولكن كيف يمكن أن نرتفع بمستوى الدَّافِع بين العاملين؟ ويمكن تحقيق ذلك بما يأتي:
أولاً: محاولة إشباع الحاجات والمَطالِب الأساسية للعاملين. وقد ذَكَر "ماسلو" خمساً من هذه الحاجات النفسيِّة التي تُزوِّد الجسم بمطالبه الأساسيِّة وهي :
أ ـ الحاجات الفسيولوجية : وتتمثَّل في الحاجة إلى تزويد الجسم بمطالبه الأساسية.
ب ـ الحاجة إلى الأمن.
ج ـ الحاجة إلى الانتماء.
د ـ الحاجة للتقدير والاحترام.
هـ ـ الحاجة إلى تحقيق الذَّات.
ثانياً: تأكيد دَوْر الأهداف في الارتفاع بمستوى دافعيّة العاملين وحَفزهم للعمل.
ثالثاً: استخدام الحوافز الماديِّة والمعنويِّة.
خامساً: إشعار العاملين بنتيجة عملهم ، فهذا يدفع العاملين إلى بَذل مزيد من الجُهد والتفاني بالعمل.
سادساً: نستطيع أن نقول أنَّ للكلمة الطيبة مَفعول السِّحر على العاملين إذا أَحسنَ المسؤولين استخدامها واختيارها وتوقيتها وتوجيهها بِالقَدر المناسب نحو الشخص المناسب، وأنَّ لذلك الأَثَر الكبير في تَحريك سلوك العاملين ودَفعهم.
المصدر:
1ـ علم النفس الصناعي ــ د. أحمد عزت راجح ـ مؤسسة المطبوعات الحديثة ـ الإسكندرية ( 1971).
2 ـ دوافع العمل ورضا العاملين ـ ثناء عبد الكريم عبد الرحيم ـ محاضرة في كلية الإدارة والاقتصاد بتاريخ 2/12/2017.